أخيرًا، ستقوم المراكز بتنظيم نشاطات تشبيك وبناء علاقات وعقد اجتماعات عمل وتنسيق مع أصحاب القرار ضمن المجتمع يتم من خلالها الترويج لدور منظمات المجتمع المدني في مجال شؤون المجتمع بدءًا من إعادة تأهيل الخدمات الأساسية ووصولًا إلى مساعدة المواطنين، كما وستقوم المراكز بالمشاركة ودعم العديد من جهود المجتمع المدني ضمن المجتمعات المحلية. سيكون التشبيك وبناء العلاقات ودعم تشكيل تحالفات قائمة على شؤون بعينها محور تركيز لجميع نشاطات هذه المراكز.
ضمن هذه المراكز ستتمكن المنظمات من الحصول على الدعم اللازم لتحديد مكامن الفجوات في قدراتها وستقدّم لهم المعرفة والمهارات الضرورية لتطوير الإدارة التنظيمية ووضع البرامج التقنية وكيفية تنفيذها (من خلال جلسات التدريب الدورية والتأهيل). ستتيح تلك المراكز أيضًا لمنظمات المجتمع المدني المحلية استخدام مرافقها لعقد الاجتماعات والعمل إضافة إلى الاتصال بشبكة الإنترنت وتوفير المطبوعات الملائمة إلى جانب الدعم القانوني وما إلى ذلك من خدمات.
إن الهدف الأساسي من مساحة العمل المشتركة التي طورها المركز هو بناء قدرة منظمات المجتمع المدني المحلية وتعزيز مهارات الإدارة والحوكمة والتنظيم لديها بحيث تمارس دورها في ترسيخ السلم الأهلي وثقافة الحوار وإعادة تهيئة الخدمات الأساسية التي من شأنها أن تعيد الاستقرار إلى المجتمع.
يبدأ العمل بدعوة المنظمات لزيارة المركز والتحدث مع المختصين لتحديد احتياجات كل منظمة وفهم الثغرات في أدائها وتحديد نقاط قوتها وضعفها والمهارات والتدريبات التي تحتاجها لتطوير أدائها وتنفيذ مشاريعها، بما فيها المهارات الإدارية والتنظيمية، ومن ثم تقديم المشورة بشأن خيارات التدريب المناسبة للمنظمة.
وتستهدف التدريبات المنظمات والمبادرات المحلية بالإضافة إلى الأفراد وهي تتواصل على مدار العام، ويمكن أن تغطي موضوعاً واحداً أو عدة مواضيع في نفس الوقت تبعاً لحاجة المنظمة أو الأفراد المعنيين. كما تتضمن تنظيم ورشات عمل للتواصل مع المنظمات المحتضنة وتعريفها بمنهجية برنامج الاحتضان وكيفية الاستفادة منه، وكذلك تعزيز التعاون والتنسيق بين البرامج المختلفة.
منذ تأسيس المركز، استفاد من ورش العمل والتدريبات ما يزيد عن 186 متدرباً و70 متدربة من كوادر المنظمات الشريكة في برنامج الاحتضان موزعين على 18 دورات تدريبية.
نظم المركز 18 ورشة عمل واستمرت كل ورشة أربعة أيام
استفاد منها 256 من كوادر المنظمات المحلية
كان للدمار الذي تعرضت له محافظتا الرقة ودير الزور خلال السنوات الماضية أثر كبير على البنى التحتية والخدمات الأساسية في المحافظتين، وهو ما أدى إلى مبادرة المنظمات المحلية والدولية وكذلك هيئات الحكم المحلية إلى تكثيف جهودها لاستعادة هذه الخدمات والمرافق وتأهيلها.
وسعياً لدعم هذه الجهود قام مركز دعم المجتمع المدني بإطلاق برنامج منحٍ صغيرة يحمل اسم “منحة الأب باولو للمشاريع المجتمعية“، يهدف لمساعدة المنظمات التي يحتضنها المركز على تطوير وتنفيذ عدد من المشاريع المجتمعية صغيرة الحجم بإشراف فريق المركز وشبكة من الخبراء والمتخصصين في مجالات مختلفة.
شكَّلت هذه المنح الصغيرة فرصة للمنظمات الشريكة لتطبيق المهارات والمعارف التي اكتسبتها خلال برنامج الاحتضان، ونجحت المنظمات التي احتضنها المركز حتى اليوم بتنفيذ 24 مشروعاً مجتمعياً في الرقة ودير الزور تنوَّعت من الدعم النفسي إلى تأهيل المرافق والخدمات كالمياه والكهرباء أو الحدائق وغيرها من الخدمات والمبادرات الهامة.
وقد تم اختيار المشاريع وفقاً لاحتياجات المجتمع المحلي، ومجال عمل المنظمة المعنية، وأماكن تواجدها، وقامت المنظمات الشريكة باختيار مشاريعها وتطوير المقترحات وكتابتها بدعم من مدربي المركز، قبل أن تقوم بتنفيذ هذه المشاريع وفقاً للخطة التي وضعتها.
تشكِّل نشاطات التشبيك وبناء العلاقات بين الفاعلين المحليين وغير المحليين حجر الأساس لتحقيق رؤية مشروع مركز دعم المتمثلة في بناء مجتمع قوي ومتماسك يملك القدرة على تنسيق العمل المدني بين جميع أفراده.
غالباً ما يرتبط الأداء الضعيف للمنظمات بتدني قدرتها على التعاون مع المنظمات الأخرى ومع السلطات المحلية واجتذاب المتطوعين للعمل في مشاريعها، ويتمثل ذلك بشكل أوضح في أوقات الطوارئ حيث تعاني هذه المنظمات، كونها تعمل منفردة، في إيصال صوتها أو الحصول على الدعم المطلوب لمشاريعها.
يعمل مركز دعم على تنظيم عدد من الفعاليات والاجتماعات المخصصة لتشجيع التقارب بين المنظمات ذات التوجهات المشتركة، وكذلك وضع البرامج وتوفير الأدوات التي تساعدها على التعاون والتنسيق فيما بينها، ما يوفر لها الفرصة لتعزيز شراكاتها ومناصرة قضاياها.
وقد شهدت مراكز دعم نشاطاً ملحوظاً في هذا المجال منذ تأسيس المركز في عام 2018:
وفرت هذه الورشات والاجتماعات فرصة هامة لمنظمات المجتمع المدني المحتضنة للتواصل وبناء العلاقات مع مختلف الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة، إذ شارك فيها قرابة 474 مشارك ومشاركة من أعضاء المنظمات المحلية والأفراد من قادة المجتمع المدني والمنظمات الدولية العاملة في المنطقة فضلاً عن ممثلين من الإدارة المحلية.
لأننا نرى أن وجود علاقات قوية وتفاعل إيجابي بين منظمات المجتمع المدني ومؤسسات الإدارة المحلية يعتبر عنصراً أساسياً من عناصر نجاح أي مشروع مدني، نسعى لبناء وترسيخ علاقات قوية ومتواصلة بين هذه الجهات، بحيث تكون هذه العلاقات قائمة على التعاون والتكامل بدلاً من التحدي والتنافس. لتحقيق هذا الهدف، يبادر العاملون في المركز بشكل دوري بتنظيم مناسبات للتعارف بين ممثلين عن المنظمات والمبادرات المحلية الشريكة، وبين مسؤولين من الإدارة المحلية ضمن أجواء إيجابية وبروح من التعاون والعمل المشترك.
نجح المركز منذ تأسيسه في تنظيم مناسبات/اجتماعات التعارف ضمن محافظتي الرقة ودير الزور، شارك فيها أعضاء من المنظمات الشريكة ومسؤولين من الإدارة المحلية. ويفخر المركز بأنه نجح في بناء جسور تواصل قوية بين ممثلي المنظمات ومسؤولي الإدارة المحلية والتي بدأت ثمارها تنعكس بشكل إيجابي على الكثير من النواحي المدنية والاجتماعية في المناطق التي ننشط فيها.
يولي المركز أهمية كبيرة لتطوير المهارات الإدارية لشركائه لأنه يدرك أهمية هذه المهارات في تحقيق الاستدامة وتعزيز قدرة المنظمات على مواصلة عملها دون الحاجة للاعتماد على دعم خارجي بشكل دائم. فعلى مدى سنوات كانت البرامج الإنسانية الدولية تمنح الأولوية للمشاريع الإغاثية الطارئة على حساب التنمية طويلة الأمد، وهو ما حد من قدرة المنظمات المحلية على تطوير أدائها من نواحي الإدارة والتنظيم والحوكمة.
لهذا الغرض نظم المركز منذ تأسيسه 26 دورة تدريبية لتنمية المهارات الإدارية الأساسية للمنظمات الشريكة بما فيها مهارات التخطيط الإستراتيجي، وإدارة المشاريع التنموية، والمتابعة والتقييم، والإدارة المالية، وإدارة الموارد البشرية، والتخطيط التشغيلي، والحشد والمناصر، بالإضافة إلى كتابة وتطوير مقترحات المشاريع، وقد استفاد من هذه الدورات:
إن المشاركة في هذه الدورات متاحة أيضاً لمنظمات من خارج برنامج الاحتضان، حيث شاركت العديد من المنظمات والمبادرات في البرامج والاجتماعات المختلفة التي نظمها المركز.
تشمل التدريبات التي يوفرها المركز:
في حال لديك أي اقترح حول تدريب آخر يمكن للمركز تقديمه، يمكنك إرساله لنا
إن الشراكات التي نسعى لبنائها بين المنظمات المحلية، والعلاقات القوية التي نسعى لترسيخها مع مؤسسات الإدارة المحلية، لا تكتمل دون تعزيز العلاقات مع المؤسسات الدولية والجهات المانحة. هذه العلاقات تعني أن المنظمات الشريكة ستكون أكثر قدرة على إيصال صوت الناس في مجتمعاتها إلى صناع القرار محلياً ودولياً. هذه كانت رؤية مركز دعم منذ البداية وقد اعتمد في تحقيقها على منهجية قائمة على المعرفة في تعزيز قدرة المنظمات الشريكة على مناصرة القضايا الاجتماعية التي تمس الحياة اليومية للناس. تتضمن منهجية المركز أيضاً:
انطلاقاً من ذلك نجح المركز في توظيف مساحة العمل المشتركة بفعالية لخدمة هذا الهدف من خلال الاجتماعات واللقاءات التي استضافها أو سهل تنظيمها مع صناع القرار والجهات المانحة من قطاعات ومؤسسات دولية مختلفة. كما قام بتنظيم 3 ورشة عمل في مجال المناصرة،حضرها 39 متدرب \ة بالإضافة إلى استضافة 3 جلسات لتقديم الاستشارة والدعم الفني في هذا المجال وقد استفاد من هذه الخدمات أكثر من 9 ناشطاً وناشطة من المنظمات الشريكة.
في الوقت ذاته كان لمنحة الأب باولو التي قدمها المركز خلال العام 2019 دور كبير في تعزيز جهود المناصرة لدى الشركاء حيث نجحت المنظمات الشريكة بمساعدة هذه المنحة بمناصرة عدد من القضايا الأكثر أهمية في مجتمع الرقة من بينها حملات دعم أطفال التلاسيميا، والتوعية بشأن مرض السكري، ومرض الفشل الكلوي، وسرطان الثدي، بالإضافة إلى الدعوة لتطبيق منهجيات التعليم الحديثة، والتشجيع على خلق بيئة تعليمية نظيفة في مدارس الرقة، وحملة التوعية ضد الزواج المبكر في قرية حزيمة، وغيرها من حملات الاجتماعية التي كان لها أثر ملموس على حياة الكثيرين في الرقة.
في حين تركز ورشات العمل والتدريبات التي يقدمها المركز على تمكين المؤسسات وبناء قدراتها، فإن تطبيق هذه التدريبات على أرض الواقع غالباً ما يصطدم بالعديد من العوائق، وتحتاج المنظمات إلى من يجيب عن أسئلتها ويساعدها على تجاوز العقبات العملية والإدارية الي تعترضها. من هنا تأتي أهمية الاستشارات الفردية والدعم الفني التي يوفرها مركز دعم. يوفر المركز مجموعة من جلسات الدعم الفني وجلسات الاستشارة تتناول المواضيع الإدارية والتنظيمية التي تشملها التدريبات، وعلى وجه الخصوص مسائل التخطيط الإستراتيجي، وإدارة المشاريع، وإدارة الموارد البشرية، وإدارة الموارد المالية، والمتابعة والتقييم وغيرها من المواضيع التي تواجهها المنظمات في عملها اليومي.
إن الاستشارات التي يوفرها المركز فردية ومباشرة وتأخذ بالاعتبار خصوصية كل حالة ومشروع، والاختلافات الفردية بين المؤسسات المستهدفة والأهداف التي تضعها لنفسها، وآليات العمل التي تتبعها، والاحتياجات المختلفة لكوادرها بما يتعلق بتطوير قدراتها المؤسساتية.
منذ تأسيس المركز بفرعيه في الرقة ودير الزور، استفادت المنظمات الشريكة والأفراد في المجتمع من 140 من الجلسات الاستشارية بإشراف مباشر من مسؤولي بناء القدرات وبدعم من مجموعة من الخبراء. بالاضافة لى 383 جلسة دعم فني (196 في الرقة و 187 في دير الزور)
٢١٢ جلسة استشارية، 386 مستفيد
هل تحتاج إلى استشارة من هذا النوع، يمكنك التواصل مع مسؤولي المركز على هذا الرابط للتعرف على أنواع الدعم التي يقدمها.
يؤمن المركز بأن توفير المعارف المدنية (civic knowledge) لشركائه بأسلوب واضح وموائم للسياق المحلي، ومن خلال التطبيقات العملية، من شأنه أن يحدث تغييراً جذرياً في منهج عمل المنظمات المحلية وتعاطيها بشكل إيجابي مع الأوضاع القائمة.
لهذا الغرض يضع المركز على رأس أولوياته مساعدة المنظمات والأفراد على فهم آليات عمل المجتمع المدني، والاطلاع على نظريات التغيير، والتعرف على التجارب الناجحة، ومناهج الاستجابة من خلال توفير المراجع والدراسات والإحصاءات والمعلومات، بما في ذلك المصادر المسموعة والمرئية.
يعتمد المركز في توفير هذه المعلومات على الخبرة العملية الطويلة التي تملكها منظمة إمباكت في هذا المجال، كونها منظمة معنية بالدراسات والتنمية المتعلقة لمنظمات المجتمع المدني، كما يعتمد المركز على المراجع والدراسات والمصادر المسموعة والمرئية التي يوفرها الداعمون على مدار العام.
إلا أن المركز لا يركز فقط على توفير المعارف والمعلومات، بل يستفيد بالقدر ذاته من الخبرات التي يوفرها الشركاء والتي حصلوا عليها من خلال خبراتهم الميدانية وتجاربهم العملية.
اضغط هنا للاطلاع على المصادر التي يوفرها المركز